الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

أول لقاء لنقطة انطلاق

التقى أمس الإثنين جمع من المدونين الشباب بيومية وقت الجزائر في أول لقاء من نوعه ببلادنا دام حوالي أربع ساعات كاملة ، و اختلفت وجهات نظرنا كاختلاف أعمارنا و مكانتنا فمنا الشاب الصغير و الكبير، الطالب و العامل، البطال و حتى التاجر ، كما تنوعت بيئاتنا التي أتينا منها فشملت كل من : غرداية ، بسكرة، العاصمة ، الجلفة، سيدي بلعباس ، باتنة، تلمسان ، عين الدفلى ، و بالطبع تشرفت بتمثيل مدينتي الأربعاء، تنوعت أعمارنا و بيئتنا كتنوع ثقافتنا و أفكارنا التي طرحناها لكننا اتفقنا على أن التدوين هو عملية تنفيس للذات و خدمة مجتمعنا بالدرجة الأولى.

بعد أن التم الشمل دخلنا القاعة و تشرف الأخ علاوة حاجي مدون " مدونة أنا الآن" و صحفي ، و الذي كان له الفضل في استضافتنا بمقر يومية وقت الجزائر التي يعمل بها كرئيس للقسم الثقافي بأخذ الكلمة و طلب منا تعريف كل واحد بشخصه و مسار مدونته بدء من المدون الطموح عصام حمود من باتنة الذي أوصله طموحه إلى كتاب "عامين اثنين" ، الطاهر زنودة من بسكرة الطالب بقسم الإعلام الآلي و الذي يملك مدونتين باللغة العربية و الإنجليزية ، توفيق. قويدر أوهيب من تلمسان الذي كان أكبرنا التاجر البسيط إلا أن ثقافته التدوينية عالية جدا حيث بدا في نقاشاته أنه يملك مؤهلات علمية عالية.

إضافة إلى النشيط يوسف بعلوج من عين الدفلى هو الآخر طالب بقسم الإعلام الآلي لكن حبه للتدوين جعل من مؤلفاته كتاب الكتروني " خرافات حبر " حول فيه كتاباته على المدونة إلى كتاب الكتروني عقبال الكتاب الورقي.

من بين الحضور كذلك الأخ قادة الزاوي من سيدي بلعباس فرغم المسافة التي تفصل العاصمة عن مقرسكناه إلا أنه أبى إلا أن يشاركنا اللقاء كيف لا و هو صاحب الفكرة و "مدونة حلم "، وسعدت أيضا بالتعرف إلى المدونين الأخ رستم من العاصمة صاحب موقع " فيكوس نت " و الأخ جابر من غرداية صاحب " مدونة جابر" .

كما تشرفنا بالتعرف على الصحفي بجريدة وقت الجزائر شافع بوعيش و صاحب مدونة باللغة الفرنسية Algerie politiquek و الصحفي الصاعد و الهادئ نصر الدين حديد من نفس اليومية.

اضافة إلى كل هؤلاء حضرت الأخت سمية بن الشيخ مهتمة بالتدوين من الجلفة إلى جانبي طبعا أمينة " شجون" من الأربعاء.

بعد كل هذا الطرح تناقشنا في الأمور المتعلقة بالتدوين ماهيته و أبعاده نظرتنا إليه ، و الآفاق المستقبلية للتدوين في الجزائر و كيفية الإرتقاء به إلى الأحسن لأن التدوين عندنا ضعيفا مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى على سبيل المثال لا الحصر مصر و المغرب.

كما أثار موضوع الخوف من الكتابات و كيفية تشكيل منظمات لحماية المدونين و تنظيم ملتقى وطني للمدونين يعد ثمرة لقائنا هذا.

و في الأخير طرحنا بعض الإقتراحات لعلها تساهم في تطوير التدوين في الجزائر و كيف يصبح التدوين ذو فعالية و تأثير على المجتمع، و اتفقنا على طرح مدونة جماعية تضم عددا من المدونين الجزائريين .

لقد كان لقاء هاما جدا بالنسبة لي تعرفت فيه عن قرب عن من كنت أتواصل معهم عبر شبكة التواصل الفايسبوك ، كما يعد بالنسبة لي مميزا باعتبار اطلاق مدونة " ذو شجون " و التي أتشرف أن يكون أول موضوع فيها عن محور لقائنا أمس.

الأحد، 12 سبتمبر 2010

المجنون العاقل:


بينما كنت في قضاء مصلحة من مصالح الدنيا ركبت الحافلة و أنا مثقلة بالهموم و الأفكار ا ذ بي أسمع صوتا عاليا فاق ضجيج الحافلة، و أنتم أدرى ما معنى ركوب الحافلة في بلادنا خاصة في الفترة المسائية عندما يهم كل عامل أو طالب أو قاضي حاجة إلى الرجوع لبيته، انطلقت الحافلة و عم الهدوء نوعا ما لكن ذلك الصوت ظل يدوي. التفت حولي فإذا بي أرى شخصا متسخ البدن و الهندام ينظر إلى كل راكب يحدق عينيه و هو يتحدث و إشارات يديه لم تفارقه، أنصت بإمعان لما يقول رغم أني كنت متعبة، كلامه لا يوحي أبدا أنه فاقد عقل .

سألت و تساءلت هل بالفعل هذا مجنون ؟ !!!

حاول بعض الشباب إرغامه على السكوت لكنه أبى و كأنه يقول اسمعوني و اعو ما أقول فأنا لم أنطق إلا صدقا ، عاودت السؤال على نفسي هل بالفعل هذا مجنون؟ !!!.

لكني تأكدت لأنه كان يستعمل بعض الألفاظ الساقطة دون وعي منه رغم أنه يتحدث عن واقع ، صدقوني لا وزير و لا مسؤول أو حتى مواطن بسيط يتجرأ و يقول الكلام الذي قاله، و كما أنا سألت نفسي أنتم كذلك تتساءلون ما الذي قاله؟ !!!.

إن الواقع الاجتماعي الجزائري واقع ساخط لا يعرف إلا من هو ذو شأن و مكانة رفيعة، و ذو مال أيضا و لا يوجد به مكان للبسيط و من ليس له أصحاب معارف و نفوذ لم و لن يقضي حاجته، فقلت في نفسي سبحان الله إن ما أفكر فيه بالذات هو ما يقوله هذا المجنون العاقل لأني عدت من مشقة يوم عسير ما دمت لا أعرف أصحاب المال و النفوذ.

ثم بدأ يسرد يومياته و كيف أنه يتسول و لا يسرق حتى لا يحاسب عند ربه، سبحان الله من رفع عنه القلم يخاف من عذاب الله و من عاقبة السرقة في حين كم هم كثيرون أولئك العقلاء الذين جعلوا السرقة مهنة لهم، فهل هذا المجنون مجنونا ؟ !!!.

ثم راح إلى قضية أخرى و هي القضية الأكثر طرحا لأنها بالفعل تحتاج إلى وقفة إنه لباس شاباتنا و شبابنا، صدقوا أو لا تصدقوا وجد العبارة المناسبة الكاسيات العاريات سبحان الله مجنون يدرك ما معنى كاسيات عاريات في حين العقلاء لا يفهمونها أو بالأحرى لا يعرفونها و كيف أن الوالدين هم السبب الرئيسي في تدني أخلاق شباب هذا المجتمع لأنهم رضخوا لأمر أولادهم و تركوهم يفعلون ما يريدون و قد وصفهم بأوصاف فيها الكثير من العبارات التي يستحي منها المرء ما دمنا في حافلة تضم الرجل و المرأة،الأب و الأخ، الزوج و الزوجة على حد سواء .

ثم تطرق إلى قضية خروج الشباب و الشابات مع بعضهم و تكوين علاقات زوجية على حد تعبيره- غير شرعية- و يبتعدون عن الزواج الحلال في البيت.

سبحان الله أيعقل أن هذا المجنون أعقل من شبابنا؟ !!!.

القضية الرابعة و الأخيرة التي تحدث فيها هي قضية النزاعات العائلية و كيف أصبح أفراد العائلة الواحدة بعيدين عن بعضهم البعض بسبب الأخ أو الكنة أو قضية ميراث بين الأفراد ...الخ ،و كيف تشتت أًصولنا و طردت إلى ديار العجزة و كيف أن الله سيحاسب كل عاص لوالديه، و قاطع صلة رحمه، و تطرق إلى الماضي القريب الذي كانت فيه العائلة كتلة واحدة و جسد واحد لكن تمزقت أشلاء ليجد كل واحد منهم نفسه في طريق بعيد جدا عن طريق الآخر. أيعقل أن هذا مجنون؟ !!!.

لقد استمعت و حللت ووجدت كل الكلام الذي قيل منطقيا واقعيا يعبر بصدق عن واقع المجتمع الجزائري و يومياته و لو كان عاقلا لما تجرأ و تطرق إلى كل هذه القضايا الحساسة حتى و لو قال ما قيل عنه مجنون؟ لكن أؤكد أننا في زمن أصبحنا فيه بحاجة إلى مجنون يعقل العاقل لعله يعقل ؟ !!!أما هو فأعقل؟ !!!....

إنه المجنون العاقل