الأحد، 30 يناير 2011

2011 عام للتغيير



" لقد اتفق العرب على أن يتفقوا كما لم يتفقوا من قبل "

هو عام إذن جديد بالنسبة للشعوب العربية التي استفاقت أخيرا من سباتها و صمتها، و هي تردد لا للحقرة و التهميش ، نعم لإسقاط الأنظمة الحاكمة، فمن ثورة البوعزيزي في تونس التي بدأت بمطالب اجتماعية لتتحول في ظرف قياسي إلى ثورة حقيقية تكللت بالنجاح و اسقاط نظام بن علي الفار إلى السعودية.

ثم انتقلت العدوى إلى مختلف البلدان العربية ، و نظمت مسيرات و مظاهرات و احتجاجات بدء من الجزائر، الأردن، اليمن ، حتى ليبيا وصولا إلى مصر التي تشهد هي الأخرى ثورة التغيير.

نعم لقد اتفق العرب أخيرا على أن صمتهم لم يجلب لهم إلا الكبت و الغيض، و الكثير من الأمراض النفسية، فقرروا أن يقفوا وقفة رجل واحد لمحاربة الفساد في الأنظمة العربية حتى أصبح أصحاب الكراسي يخشون الوقوف من عليها حتى لا تنقلب عليهم كراسيهم التي لازموها طويلا.

هي إذن ثورة التغيير التي انتظرناها طويلا و لن أقول إلا كما قال الشابي:

إذا الشعب يوما أردا الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر

شجون

30/12/2011

حقنا في " لا " المسلوب



من هنا تبدأ الحكاية...

و من هنا تقرأ الرواية...

صرخة ... صرخة ... صرخة

هي بداية الحياة...

نعم نخرج إلى الحياة بصرخات...

لنوحي للطبيب أننا أحياء ...

نعم نصرخ و نصرخ و نصرخ دون وعي منا، و لا ندري ماذا ينتظرنا خارج بطون أمهاتنا.

تبدأ حياتنا و تبدأ الحكاية و منها معاناتنا ، آلامنا ، آهاتنا، أحلامنا، طموحاتنا، أهدافنا غاياتنا و كل ما نريده من الحياة.

نكبر و نحن نعيش في كبت داخلي لا نستطيع أبدا الصراخ أو قول كلمة لا لأننا في البداية كنا صغارا و أن الكبار هم من يقرّروا بدلا عنا.

نعم ندخل المدرسة و يصبح المعلم مرشدنا و هو من يعرف أحسن منا حتى و لو لم نفهم الدرس فإننا لا نستطيع قول لا لأن المعلم سيوبخنا.

ثم نصبح شبابا و هنا ظلم كبير لأن همنا أكبرتحكمنا مؤسسات دولة و لا نستطيع أبدا قول لا.

كيف نقول ، و نحن إذا قلنا سجنا.

نعم لا نستطيع أبدا قول كلمة لا.

يجب أن نرضى بما حكم به غيرنا، يجب ان نتبع سياساتهم و أحكامهم و قوانينهم.

أليس هذا حق من حقوقنا أليس هذا ما جئنا به إلى الدنيا أول مرة ألم يكن صراخ لكنه أبدا لن يعود.

إلى متى سنظل صامتين ؟ إلى متى سنظل مكبوتين ؟ إلى متى سنظل مقهورين؟

نحن شباب و لنا هموم و هموم، فما العيب إذا قلنا " لا " لشيء نراه مخالفا أو عكسيا ضد تيار طموحاتنا و أهدافنا .

ما العيب أن نقول "لا " لشيء نراه مخالفاأو عكسيا ضد تيار طموحاتنا و أهدافنا.

ما العيب أن نقول " لا " إذا رأينا خطأ في تركيبنا أو في قانوننا أو حتى في طريقة حياتنا.

أي جريمة سنقترف بهذه الكلمة ؟ و بأي تهمة سنحاكم؟ و كم سيحكم علينا ؟.

شجون

24/01/2011









الثلاثاء، 11 يناير 2011

روح المواطنة:



سمعنا في الأيام الأخيرة عقب الإحتجاجات التي قام بها الشباب في بلادنا مصطلح "المسؤولية وروح المواطنة " في الكثير من وسائلنا الإعلامية و قنوات الإتصال الإلكترونية عن الذين تصدوا للإحتجاجات واستنكروها و كأن الذين قاموا بالإحتجاجات ليسوا مواطنين جزائريين مثل غيرهم ، و هنا أقول أن من بين هؤلاء أبنائنا و اخوتنا، و أقربائنا، بل قبل كل شيء هم جزائريون مثلنا و يتمتعون بحق المواطنة مثلنا و لا يمكن أن نقول عنهم كل الذي قيل و يقال।


حتى و لو أخطأوا فالخطأ فينا و منا جميعا لأنه يحق لنا أن نتساءل عن دور البيت

، المدرسة، المسجد، المؤسسات الثقافية ، بل أين دور المجتمع بكل مؤسساته حتى أضحى

هؤلاء بهذا الشكل


نحن يا إخوتي لسنا في سوق الخضار اذا وجدت في صندوق حبة فاسدة نزعناها كي لا تفسد الباقي، بل نحن في مجتمع لا نستطيع أن نطردهم منه كي لا يزعجوننا أو يفسدوننا فمجتمعنا فاسد بهم أو بغيرهم.

لكن ؟ :

- أليسوا هؤلاء شباب أو مراهقين نخرت أجسامهم السموم و التي يبقى السؤال مطروحا – كيف زرعت فيهم و من أدخلها إلى عالمهم ؟ -.

ü أليسوا هؤلاء أنفسهم الذين قلبوا الدنيا و أقعدوها عندما أصيب لاعبوا فريقهم الوطني في القاهرة فندّدوا و استنكروا.

ü أليسوا هؤلاء من ذهبوا إلى أم درمان و جعلوها ملحمة تتحدث عنها كل الشعوب.

ü أليسوا هؤلاء من سيحمون عرين الجزائر إذا مسها مكروه.

ü أليسوا هؤلاء من يقولون دائما " لو لم نكونوا جزائريين لمنينا أن نكونوا جزائريين" اذن كيف تسقطون عنهم صفة المواطنة.

كفانا نفاقا و خداعا

كفانا تنديدي و استنكارا دون أن نبحث عن العلة، و أسبابها لتشخيصها.

نعم المدرسة، و المستشفى، ومركز البريد، و سونلغاز ......الخ ملك للشعب و أنه هو من يستفيد منها، و أن هذا الأخير هو من سيدفع الضريبة.

لكن ألم يسبقهم غيرهم من الجزائريين في النهب و السرقة دون تحرك السلطات، ودون تنديد منا حتى كأضعف الإيمان.

كم اختلس الخليفة، و كم بدد ولاة من ملايير، و كم ابتلع عاشور عبد الرحمان رياض ، و كم ....و كم.......فما خفي أعظم؟

لنكن واقعيين أكثر ، ألم يكن لمثل هذه الأحداث مثيل حتى في الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى في العالم، فلماذا نتهم الجزائريين فقط ، فتأتي لتطل علينا نشرات الأخبار بالمنددين و المستنكرين بدل أن تخصص فضاءات لنقل همم هؤلاء الشباب و مناقشة الأحداث بموضوعية.

اذن :

ü أليس من بين هؤلاء من هو مظلوم في بلده ، يعاني من الحقرة و التهميش.

ü أليس من بين هؤلاء من يتقاسم غرفة واحدة بين أكثر من 5 أفراد ذكورا و اناثا، و السكنات توزع هنا وهناك.

ü أليس من بين هؤلاء من يعيش في بطالة وفقر مذقع.

ü أليس من بين هؤلاء من يعاني من مشاكل إجتماعية جمة أسبابها عديدة و متعددة.

ü أليس من بين هؤلاء من يموت في عرض البحر حالما بعيش مثالي.

ü أليس من بين هؤلاء من جعلوا التجارة الفوضوية عبر الأسواق فقضوا عليها بحجة أنها غير شرعية، ثم يساندون غيرها لأصحاب الأموال من مستوردي السكر و الزيت.

ü أليس من هؤلاء من سيكون أسرة في الغد حتى و لو لم يكن يعرف سعر السكر و الزيت اليوم فسيصبح همه كيف يعيل أسرته في ظل الغلاء.

مهما حدث و مهما يحدث فسنبقى نردد جميعنا عبارتنا المشهورة:

وان تو ثري فيفا لالجيري

الجزائر في 10-01-2011

شجون

الأحد، 9 يناير 2011

الزيت و السكر من طبق ساخن


بعد سنوات الجمر ...


الأربعاء تعود إلى نقطة الصفر

شهدت مدينة الأربعاء ليلة الخميس مظاهرات واسعة احتجاجا على – ارتفاع مادتي السكر و الزيت – مثلها مثل بعض المدن الجزائرية، و قد عرفت هذه الإحتجاجات أعمال تخريب واسعة مست المؤسسات العمومية دون المماس بالممتلكات الخاصة .

كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء عندما داهمت مجموعة من الشباب مركز البريد المتواجد بوسط المدينة حيث هموا باخراج الأجهزة الإلكترونية و المعدات و تخريبها على مستوى الطريق العمومي، كما عمدوا إلى حرق السيارة التابعة له، ثم توجهوا إلى المديرية العامة للضرائب أين تم اتلاف الوثائق الخاصة بالمواطنين، و سرقة الصندوق الخاص بالأموال الذي لم يكن يحتوي على أموال كثيرة و الذي قدر حسب الأصداء ب 20.000 دج ، في حين قطعت الطرق الرئيسية بصناديق القمامة و اضرام النار في العجلات المطاطية ، كما تم حرق جزء من بنك الفلاحة و التنمية الريفية الذي يقع أمام السوق، و اتلاف العديد من الوثائق في حين لم يعثر على أي مبلغ في المصرف الخاص به و الذي حمله المحتجون مسافة بعيدة ليجدوا به الوثائق دون الأموال.

اضافة إلى كل هذا لم تسلم المديرية العامة للكهرباء و الغاز لوحدة الأربعاء من عمليات التخريب و الحرق ، و لم تستطع قوات الأمن التحكم في غليان الشارع الأربعائي رغم تطويقهم للمكان حيث بدت سيطرة الشباب المحتجين على جل المواقع الإستراتيجية المؤدية من و إلى الأربعاء.

للإشارة فان هؤلاء المحتجين لم يستطيعوا اقتحام مركز البريد الثاني المتواجد في طريق مفتاح بسبب وجود عناصر الشرطة في هذا الأخير حيث أطلقت عيارات نارية في السماء أدت إلى تفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحامه.

و تعد مدينة الأربعاء من أكثر المناطق التي شهدت خرابا في منشئاتها القاعدية خلال العشرية السوداء التي مرت بالبلاد و لم تتنفس الصعداء إلا مؤخرا حيث عادت إليها الحياة خاصة بالنسبة للمؤسسات العمومية السالفة الذكر .و ها هي اليوم تعود إلى نقطة الصفر بسبب ما خلفته هذه الإحتجاجات.

و السؤال المطروح: من هو المستفيد من كل هذا ؟

الأربعاء في : 07.01.2011
شجون