الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

لماذا لا نجعل كل أيامنا من أيام رمضان


يحل علينا اليوم الشهر الفضيل شهر رمضان المعظم و الملاحظ في هذا الشهر الفضيل امتلاء المساجد بالمصلين و ظهور بوادر الحشمة و الحياء على ملابس الشباب و الشابات على حد سواء، حيث تجد جموع المصلين في المساجد يصلون و يقرؤون القرآن، و يذكرون الله، و أماكن الفسق واللهو مغلقة في النهار حتى أنه لا يكاد يكر صفو يومك إلا غلاء الأسعار في الأسواق و أنا لست بصدد الحديث عن هذا الموضوع.

الشائع عند الكثيرين أن شهر رمضان هو شهر تجنب المحرمات فلا تكاد تقرب شيئا إلا و ينطق آخر ليقول لك اتق الله فأنت صائم، حيث تجد أن الذي لم يصلي طيلة احدى عشر شهرا يصلي خلال هذا الشهر و كأن الصلاة فرضت في رمضان فقط دون الشهور الأخرى، و حتى الذي كان يصلي فإن صلاته التي كانت في بيته أصبحت في المسجد و كأن الصلاة جماعة فرضت فقط في رمضان، فتمتلأ المساجد عن آخرها في رقم قياسي مقارنة بالشهور الأخرى، ضف إلى هذا يكثر سماع القرآن دون غيره من الشهور و كأن القرآن لا يصح أن يقرأ إلا في رمضان، و حتى سامعي الغناء يبدلونه بالقرآن و كأن الغناء حرام فقط في رمضان.

الأمر الذي يثير الدهشة أيضا هو لباس شبابنا و شاباتنا حيث أنه يتغير في هذا الشهر الفضيل من لباس السفور و الفتنة إلى لباس الحشمة و السترة و كأن هذا لن يحاسبهم الله عليه إلا في رمضان، وحتى النمامين و الغيابين لا يشتغلون في هذا الشهر و يصبح كل كلام من المحرمات عكس بقية الشهور.

أنا لا أنكر أن هذه أمور إيجابية تحدث في هذا الشهر المعظم و كما أني لست من أصحاب الفتوى حتى أتكلم عن الحلال و الحرام لكن الحلال بين و الحرام بين، إلا أني أقول أنه يمكن لسامعي الغناء و الذين لا يصلون و النمامين و الغيابين افعلوا ما شئتم لانه لا أحد يضمن صومه عند الله مادام أنه قال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي أجازي به من أشاء لكن التساؤل الذي يمكن طرحة ماذا لو جعلنا كل أيامنا من أيام رمضان؟

رمضان 2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق