الثلاثاء، 11 يناير 2011

روح المواطنة:



سمعنا في الأيام الأخيرة عقب الإحتجاجات التي قام بها الشباب في بلادنا مصطلح "المسؤولية وروح المواطنة " في الكثير من وسائلنا الإعلامية و قنوات الإتصال الإلكترونية عن الذين تصدوا للإحتجاجات واستنكروها و كأن الذين قاموا بالإحتجاجات ليسوا مواطنين جزائريين مثل غيرهم ، و هنا أقول أن من بين هؤلاء أبنائنا و اخوتنا، و أقربائنا، بل قبل كل شيء هم جزائريون مثلنا و يتمتعون بحق المواطنة مثلنا و لا يمكن أن نقول عنهم كل الذي قيل و يقال।


حتى و لو أخطأوا فالخطأ فينا و منا جميعا لأنه يحق لنا أن نتساءل عن دور البيت

، المدرسة، المسجد، المؤسسات الثقافية ، بل أين دور المجتمع بكل مؤسساته حتى أضحى

هؤلاء بهذا الشكل


نحن يا إخوتي لسنا في سوق الخضار اذا وجدت في صندوق حبة فاسدة نزعناها كي لا تفسد الباقي، بل نحن في مجتمع لا نستطيع أن نطردهم منه كي لا يزعجوننا أو يفسدوننا فمجتمعنا فاسد بهم أو بغيرهم.

لكن ؟ :

- أليسوا هؤلاء شباب أو مراهقين نخرت أجسامهم السموم و التي يبقى السؤال مطروحا – كيف زرعت فيهم و من أدخلها إلى عالمهم ؟ -.

ü أليسوا هؤلاء أنفسهم الذين قلبوا الدنيا و أقعدوها عندما أصيب لاعبوا فريقهم الوطني في القاهرة فندّدوا و استنكروا.

ü أليسوا هؤلاء من ذهبوا إلى أم درمان و جعلوها ملحمة تتحدث عنها كل الشعوب.

ü أليسوا هؤلاء من سيحمون عرين الجزائر إذا مسها مكروه.

ü أليسوا هؤلاء من يقولون دائما " لو لم نكونوا جزائريين لمنينا أن نكونوا جزائريين" اذن كيف تسقطون عنهم صفة المواطنة.

كفانا نفاقا و خداعا

كفانا تنديدي و استنكارا دون أن نبحث عن العلة، و أسبابها لتشخيصها.

نعم المدرسة، و المستشفى، ومركز البريد، و سونلغاز ......الخ ملك للشعب و أنه هو من يستفيد منها، و أن هذا الأخير هو من سيدفع الضريبة.

لكن ألم يسبقهم غيرهم من الجزائريين في النهب و السرقة دون تحرك السلطات، ودون تنديد منا حتى كأضعف الإيمان.

كم اختلس الخليفة، و كم بدد ولاة من ملايير، و كم ابتلع عاشور عبد الرحمان رياض ، و كم ....و كم.......فما خفي أعظم؟

لنكن واقعيين أكثر ، ألم يكن لمثل هذه الأحداث مثيل حتى في الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى في العالم، فلماذا نتهم الجزائريين فقط ، فتأتي لتطل علينا نشرات الأخبار بالمنددين و المستنكرين بدل أن تخصص فضاءات لنقل همم هؤلاء الشباب و مناقشة الأحداث بموضوعية.

اذن :

ü أليس من بين هؤلاء من هو مظلوم في بلده ، يعاني من الحقرة و التهميش.

ü أليس من بين هؤلاء من يتقاسم غرفة واحدة بين أكثر من 5 أفراد ذكورا و اناثا، و السكنات توزع هنا وهناك.

ü أليس من بين هؤلاء من يعيش في بطالة وفقر مذقع.

ü أليس من بين هؤلاء من يعاني من مشاكل إجتماعية جمة أسبابها عديدة و متعددة.

ü أليس من بين هؤلاء من يموت في عرض البحر حالما بعيش مثالي.

ü أليس من بين هؤلاء من جعلوا التجارة الفوضوية عبر الأسواق فقضوا عليها بحجة أنها غير شرعية، ثم يساندون غيرها لأصحاب الأموال من مستوردي السكر و الزيت.

ü أليس من هؤلاء من سيكون أسرة في الغد حتى و لو لم يكن يعرف سعر السكر و الزيت اليوم فسيصبح همه كيف يعيل أسرته في ظل الغلاء.

مهما حدث و مهما يحدث فسنبقى نردد جميعنا عبارتنا المشهورة:

وان تو ثري فيفا لالجيري

الجزائر في 10-01-2011

شجون

4 التعليقات:

قويدر أوهيب يقول...

أعود و أكرر ما قلته في تعليقي على موضوع يوسف بعلوج في مدونته بالفيس بوك : المشكل معقد .هو معقد أكثر مما نتصور جميعا.
ربنا يجيب اللي فيه الخير.

تجياتي أختي الكريمة.

غير معرف يقول...

أتى الموضوع على كثير من الحقيقة غير اني ابدي الملاحظات التالية:
-المواطنة شيء و الوطنية شيء آخر ، و لا يحق لأي كان تصنيف فئة بغير الوطنية ، فمثلما كانت ثورة التحرير بالامس جامعة لكل الفئات تبقى الجزائر كذالك اليوم أيضا ، و ان وجد البعض محكا لقياس الوطنية فليدلونا عليه عسانا نقيس وطنيتنا بكم من متر أو من كلغ .
- الاحتجاج مبرر و المطالب واقعية ، لكن النهب لايمكن ايجاد مبررات له الا بالجوع الاخلاقي و الفكري لدى هؤلاء الشباب.

خالص تقديري
عيسى

سليم يقول...

و كم يملك أويحيى من حافلة ، و كم يصرف الوزراء على أبنائهم في الخارج، و كم استفاد مَن قتل الشعب في التسعينيات من ملايير ... كل أخذ نصيبه إلا أولي الحق

شجون يقول...

ايه يا سليم قلنا ما خفي أعظم و أعظم.

إرسال تعليق