الاثنين، 28 فبراير 2011

مزبلة التاريخ:


تشهد البلدان العربية تغيرات واضحة المعالم و تحولات كبيرة على الساحة السياسية حيث كان انتحار البوعزيزي الشعلة التي أنارت قلوب و عقول العرب فراحوا يطالبون بحقهم الذي سكتوا عنه طويلا فنساهم هو الآخر، الحق في الحرية – هذا المفهوم الكبير الذي له أبعاد و تجليات كثيرة لا تعد و لا تحصى – مفهوم ربما نساه الكثير منذ استقلال بلدانهم من الإستعمار الأوروبي رغم ذكرهم له كثيرا في أعيادهم الوطنية و حتى في حياتهم اليومية.

مات البوعزيزي و صرخ الناس بل العرب جميعا " وابوعزيزاه " رحل و لم يعلم أنه استطاع أن يعيد الحياة لبني جلدته رغم تنبأ الشاعر أبو القاسم الشابي بذلك فهو الذي قال:

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

و لا بد لليل أن ينجـــلي و لا بد للقيد أن ينكسـر

انجلى الليل، و انكسر القيد و استجاب الرب، و تحررت تونس أخيرا من ظلم و بطش بن علي، و عائلة الطرابلسي ، و انتصرت ثورة الياسمين.

و ماكادت هذه الثورة تسترجع أنفاسها حتى قام النرجس و أراد أن يثبت نفسه كذلك فراح الشباب المصري ينتفض ضد حاكم جثم على صدره الحرية و الأمل و سميت بنرجسية الإنتفاضة، و ها هي اليوم عدة دول عربية تحاول كذلك أن تثبت نفسها ، و تقول أن الشرعية للشعب: اليمن، البحرين ، الأردن، العراق ... و لعل الأكثر و الأحزن و الأسود ما تشهده الجارة ليبيا هذه الأيام من قائد مجنون أصيب بجنون العظمة فأباح الدماء و فكك العشائر كما أحل كل المحرمات.

نعم سيكتب كل هذا في التاريخ ، و سيشهد لهم كذلك بالشهداء الأحرار الذين سقطوا فداء للوطن و في الجهة المقابلة ماذا سيحفظ التاريخ لقائدة هاته الدول، أي وسام سيمنحهم يا ترى أكيد أن مصيرهم المزبلة التي ترمى فيها الفضلات كما رموا أبناء شعبهم و بنو جلدتهم.

نعم انها مزبلة التاريخ التي حفظت هتلر ستحفظ بن علي و مبارك كما ستحفظ القذافي.

فهل من أسماء أخرى ستحفظها هذه المزبلة الجواب سيكون مع ما ستحسمه الأيام القادمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق