الاثنين، 28 فبراير 2011

تناقضات الحياة:


دخلت احدى المكتبات لأشتري غرضا معينا، جاءني صوت أحدهم يوبخ ابنه بعنف " كم من الوقت استغرقت لتصل إلي، و عندما وصلت لم تأتي لي بما قلت ".

الإبن يبدو في الخامسة أو السادسة من عمره و الأب طبعا يكبره سنا بكثير، توبيخه لابنه ليس لمصلحة هذا الأخير تماما لأن الغرض المطلوب منه شراءه لم يكن سوى علبة سجائر ، أخطأ الإبن في اسم هذه الأخيرة فأتى بغيرها و لكم أن تتصورا أب يعلم ابنه ليس طريقة التدخين و فقط بل حتى اسمه " السجائر" .

يا ترى كيف يكون مصير هذا الإبن عندما يكبر قليلا من الآن ألن يحاول اكتشاف هذا المدخن .

ألن يحاول اكتشاف اللذة التي من أجلها كان والده يضربه.

ألن يتمتع و هو ينظر إلى والده و يقول له أنا أرجل منك لأني أفعل ما تفعل.

ألن يجد هذا الوالد بدا يوما ما عندما يحاول أن يوصي ابنه بعدم التدخين و هو المدخن أصلا بل هو المعلم.

هي تصرفات تبدو بسيطة للغاية يتعامل بها البعض مع أبنائهم أو اخوانهم لكنها سبب الدمار بالنسبة للكثيرين.

لم اتحمل رؤية المشهد فقلت للوالد كيف توبخ ابنك على هذا ؟ قال لي : كنت مشغولا و هو تباطأ في المجيء؟ قلت حتى و لو كنت مشغولا أتعتقد أن هذا تصرفا سليما؟ كيف تعلم ابنك شراء السجائر قبل أن تعلمه أضرارها.

سكت الوالد و خرج ، أما الإبن فطأطأ رأسه و هو محمر الأذنين بسبب تعنيف الأب.

تنهدت و قلت سبحان الله و بحمد لا حول و لا قوة إلا بالله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق