الاثنين، 14 فبراير 2011

المولد النبوي بين قدسية اليوم و طريقة الاحتفال به:




تحل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا، و هي مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم خير الأنام و الشمعة التي أنارت الكون، فكان رسولنا و معلمنا و قائدنا و حبيبنا، حيث أقر بأمانته و صدقه العدو و الصديق، و لعل من عاداتنا السيئة في هذا اليوم أننا جعلناه للإحتفال فقط و أي احتفال ، و أغفلنا قدسيته و عظمته.

حيث تعد الميزة الأساسية التي تطبع هذا الإحتفال هو الإسراف و التبذير، و العديد من المخاطر التي تحدق بالأطفال، فكم من طفل فقد بصرره في مثل هذا اليوم و أصبحت ذكرى سيئة في حياته بسبب – محيرقة – و كل الأنواع المزيفة بالمخاطر فهل يرضى حبيبنا صلى الله عليه وسلم بهاته المظاهر التي تطبع يومه و هو الذي لم يحتفل به في حياته قط فكيف بعد مماته.

اضافة إلى هذا يعمد الأولياء إلى شراء الشموع و المفرقعات بأنواعها لأبنائهم بل يصرفون مال ما يأكل في أسبوع في يوم واحد و كله زائل بدون فائدة و لا يجلب معه إلا الخوف و الذعر للعديد، و كم من لعبة صغيرة أدت بحياة طفل ، كما يجعلون فيه طبقا مميزا و كأن الأيام الأخرى لا تصلح لتؤكل فيها الأطباق التقليدية الشهية من رشتة و شخشوشة ...الخ

لماذا لا نجعل هذا اليوم مميزا بجلسة رائعة حميمية مع الأبناء و الأهل نعلمهم فيها خصاله صلى الله عليه وسلم ، و أخلاقه، و أمانته، و صدقه، و كيف أنزل عليه القرآن و هو الأمي الذي لم يتعلم ، و كيف شارك في الغزوات ، و كيف نصره الله و من معه.

لماذا لا نعلمهم كيف أنه لم يفشل يوما في مسيرته النبوية و كيف تحدى المخاطر ليجعلوا منه قدوة لهم ، و العديد مما يغفلونه أو يجهلونه عن حياته صلى الله علية وسلم.

و لنفترض مثلا أننا نضع صندوقا ، و كل فرد يساهم بالمبلغ الذي كان سيحرقه في الهواء دون فائدة ، كم ترانا نجمع، و كم ترانا سنلبس من طفل، و كم ترانا سنشبع من بطن ....

انه صلى الله عليه وسلم لا يرضى أبدا على ما نفعله في عيد ميلاده من احتفالات بل العبرة كل العبرة في قدسيته و مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوبنا.

الجزائر في : 14/02/2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق