الاثنين، 14 فبراير 2011

حصاد إصلاح المنظومة التربوية: 5 تساوي 3، كما 4 تساوي 3




يعتبر قطاعا التربية الوطنية ، و التعليم العالي و البحث العلمي من أهم القطاعات في أي دولة فهما لبنة الأمة لكونهما يقدمان النخبة للمجتمع ، حيث أقدمت الجزائر في السنوات الأخيرة بإصلاحات مست القطاعان حيث أصبحت السنوات الابتدائية تقدر بخمس سنوات ، و المتوسط بأربع، و تغير البرنامج الدراسي لتصبح المحفظة أثقل، و الرأس فارغ، و لم يعد يجد التلميذ مايستوعبه من الدرس هذا إذا فهم ما يقوله الأستاذ، و تكلل هذا النجاح بالنسبة الخيالية للمتحصلين على البكالوريا هذه السنة، إضافة إلى تعميم نظام ل. م. دي على كافة التخصصات.

و لإثبات هذا النجاح تقرر إلغاء شهادة مهندس دولة، و أصبح من درس خمس سنوات كما الذي يدرس ثلاثة سنوات وفق نظام ل.م.دي، كما تقرر معادلة الماجستير بالماستر، حيث أن الأولى تدرس بليسانس أربع سنوات زائد سنتين في حين أن الثانية تدرس بثلاث سنوات زائد سنتين، و هل يتقبل العقل أن المسابقة التي يترشح فيها الآلاف لينجح عشرة – السنة الأخيرة أصبحت خمسة- تساوي أو تعادل ماستر الذي ينجح فيه الطلبة دون مسابقة أو حسب المعدلات .

لقد درسنا في مدارس تحت رعاية وزارة التربية، و لم يعلمنا أبدا أستاذ الرياضيات أن خمسة تساوي ثلاثة، بل كان يقول دائما أن خمسة أكبر من ثلاثة، فصدقنا المنطق و أصبحت من المسلمات ، كما علمنا كذلك أن أربعة لا تساوي ثلاثة، و أن ستة أكبر من خمسة.

لكن اليوم و بالتشاور مع هاته الوزارة قررت وزارة التعليم العالي إعادتنا إلى نقطة البداية ، و أن الدراسة تكون عندهم بـخمسة تساوي ثلاثة، و أربعة كذلك تساوي ثلاثة، كما أن ستة تساوي خمسة ....الخ

و إذا سلمنا بهذا أي : 5 = 3

و 4 = 3 و منه نستنتج أن 5 = 4 كذلك.

كما يقولون أن 5 = 6 و إذا كنا نعلم أن 5 = 4 فنستنتج كذلك أن 6 = 4.

( و الله تلفت ) الثلاثة و الأربعة و الخمسة و الستة متساويان.

و حسب هذا المنطق الذي يدرسوننا به اليوم فإن الماجستير تعادل الليسانس، و لا داعي للمفاضلة بين حامل شهادة الليسانس و الماجستير.

اذا كان هذا هو المنطق فأنا سأصدق أن ابن أختي الذي يبلغ من العمر خمس سنوات ليس أكبر من أخيه صاحب الثلاث سنوات بل هما توأمان مثلما أقرته الوزارة.

فهل نصدق هذا؟ ( أحس أني لم أدرس يوما في شعبة علمية حتى أني تبحرت مع منطق الوزارة الوصية ).

الجزائر في : 13/02/2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق