الأربعاء، 23 مارس 2011

يوم دراسي من تنظيم المجلس الاعلى للغة العربية:

المحتوى الرقمي بالعربية في نظام الإدارة الإلكترونية


شكل هذا العنوان محور اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول أمس ، و شارك فيه مجموعة من الأساتذة و المهندسين الباحثين و الصحفيين المتخصصين في الإعلام الإلكتروني، و الملمين بأبجديات التكنولوجيات الحديثة من مختلف مناطق الوطن و ذلك بهدف تطوير المحتوى الرقمي باللغة العربية و المساهمة في إعداد المنتجات و الخدمات الرقمية في نظام الإدارة الإلكترونية.

و قد استهل أشغال اليوم الدراسي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذكتور " العربي ولد خليفة " الذي أكد أن المحتوى الرقمي بالعربية يعرف تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة حيث تحتل اللغة العربية المرتبة السابعة عالميا ضمن اللغات العشر الأولى المستخدمة بنسبة 3.3 % من اجمالي المستخدمين في العالم، أما عن المواقع الأكثر تصفحا من طرف الجزائريين حسب إحصائيات ألكسا هي غوغل، الفايسبوك ثم اليوتيوب، كما تستحوذ الجزائر على خمسة مواقع من بين العشرين الأكثر تصفحا في العالم ثمانية منها بالعربية، وكشف ولد خليفة أن عشرة من المواقع العالمية التي يزورها المستخدمون الجزائريون تقدم خدماتها بالعربية، كما عرض على الحضور الجلسات و المحاور التي سيدور حولها النقاش في اليوم الدراسي.

ليقدم الكلمة بعدها للسيد موسى بن حمادي وزير البريد و تكنولوجيات الإتصال الذي دعا في كلمته إلى تعزيز الجهود من أجل تحقيق الحكومة الإلكترونية ، و تطوير البرمجيات خاصة و أن الإدارة الإلكترونية تسهل للمواطن الوقت و الجهد فيعملية استخراج الوثائق علما أن شهادة السوابق العدلية متاحة حاليا عبر الأنترنيت.

كما دعا المختصين بالخروج بتوصيات علمية و عملية من هذا اليوم الدراسي ترقى لمستوى اللغة العربية لرفع التحديات و فتح جبهات مع المحيط العالمي و الإستفادة من تكنولوجيات الإعلام و الإتصال.

كما قدمت الأستاذة حسينة عليان من مركز البحث في الإعلام العلمي و التقني في الجلسة الإفتتاحية " إشكالية المحتوى العربي و الفجوة الرقمية في العالم العربي " حيث اعتبرت أن مصطلح الفجوة الرقمية ماهو الا تكريس لهيمنة الغرب على هذا الكوكب ثقافة و حضارة و اقتصادا و لعل التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصال أخطر أدوات هذه الهيمنة، إضافة إلى ضآلة المحتوى العربي عبر الأنترنيت الذي نكون فيه مستهلكين فقط، و أن أزمتنا فكرية أكثر منها لغوية أو تكنولوجية لأن اللغة العربية حية و محفوظة باعتبارها لغة القرآن.

اللغة العربية : أهم أدوات التشكل الثقافي عبر المواقع الإلكترونية


ركز المشاركون في هذه الجلسة على الإرتقاء باللغة العربية كل من موقعه، فحسب "عبد الرؤوف حموش" صحفي مشرف على جريدة سطيف الإلكترونية الذي اعتبر أن الفضل الأول يعود للمدونين الذين خلقوا فرصة لتواجد الصحافة الإلكترونية التي تتميز بسرعتها و آنيتها في نقل الحدث بما يتناسب مع متطلبات ، كما تعتبر سطيف نت أول جريدة إلكترونية بالعربية .

و عن دور وسائل الإعلام الإلكترونية قدم "ادريس قديدح" إذاعة عرب الإلكترونية نموذجا حيث يعتبرها أول إذاعة عربية تبث عبر الشبكة العنكبوتية التابعة لمؤسسة أقلام للأتصال الكائن مقرها بسطيف، و تمتاز بعدة خصائص تجعلها مسايرة و مواكبة للأحداث من امكانية تخزين المستوى السمعي على صفحات الفايسبوك، و إمكانية المشاركة في الحصص المباشرة عبر السكايب، و ابداء الرأي من خلال التعليقات الكتابية.

كما عرض" يوغرطة بن علي" تجربة موقع المجلة التقنية IT.SCOOP و اعتبرها وسيلة من وسائل النشر الإعلامي التقني العربي، و رصد الأخبار تقنيا بمعلومات مختلفة بلغة عربية بسيطة وكتابها من الجزائر، مصر، السعودية، و سوريا كما تتميز بجودة المحتوى، و السبق الصحفي بأساليب تحريرية مميزة.و تهتم هذه المجلة بالأخبار البرمجية و أخبارأنظمة التشغيل و الهواتف النقالة و المتصفحات.

كما قدم الاستاذ حنيفي جيلالي " مساهمات في التعليم الإلكتروني للرياضيات" باعتباره أستاذ سابق في مادة الرياضيات الذي أصدر العديد من الأقراص المضغوطة التي تقدم دروسا بالصوت و الصورة لجميع المستويات مرورا بالبرنامج القديم إلى للبرنامج الجديد، كما أطلق موقعا مكملا يعرض فيه مختلف الفروض و الإختبارات و حلول بعض التمارينات وفقا لطلبات التلاميذ الزوار، كما قام ببرمجة حاسبة بيانية يمكنها إنشاء المنحنيات البيانية لجميع أنواع الدوال العددية ذات متغير حقيقي.

و عن أسماء النطاقات العربية قدم الأستاذ " طه مرزوقي" من المدرسة العليا للإعلام الآلي مداخلة بعنوان " تعريب أسماء مواقع الأنترنيت حقيقة واقعة حيث جاءت دراسته انطلاقا من المشكلة التي واجهت المستخدم العربي الذي يدخل إلى المواقع بالأحرف اللاتينية حتى و إن كان الحتوى بالعربية لذلك كانت الحاجة إلى تعريب أسماء المواقع حتى يتمكن المستعمل من استخدام اللغة العربية للوصول إلى المعلومة بيسر و سهولة، اضافة إلى المحافظة على العلامة و اللغة الاصلية ( العربية) و عدم التخلي عنها، و بذلك صارت النطاقات العربية واقعا ملموسا منذ مايو 2010 من مصر، السعودية، و الإمارات।

الإدارة الإلكترونية خطوات ثابتة نحو الحكومة الإلكترونية:



قدم الباحث " الهادي شريفي" مشروع "البوابة الإلكترونية للجزائر" الذي تبناه مخبر المعالجة الآلية للغة العربية الملحق بجامعة تلمسان الذي جاء اعتبارا من الخدمات الغلكترونية و تطبيقات المعلوماتية المختلفة التي اتخذت أسلوبا جديدا في الحياة و التعامل بين الأفراد و مؤسسات المجتمع لذلك كان لزاما تحقيق خطوات أولية للتوجه نحو الحكومة الإلكترونية ،هذا الموقع الإلكتروني الذي يوفر و يعالج كما هائلا من المعلومات الخاصة بالأقاليم و مناطق الوطن في جميع الميادين مدعمة بالصور الخرائطية العالية الدقة.

أما عن البلدية الإلكترونية فتطرقت المهندسة في الإعلام الآلي " فائزة فرحي " إلى مشكلة الإدارة في الجزائر التي يعاني منها المواطنون لتحل محلها الإدارة الإلكترونية - إدارة بلا مكان و لا زمان و لا أوراق – و المشروع حاليا في بلدية " بابا حسن" من أجل الوصول إلى نموذج بلدي الكتروني فعال و ناجح يتوجب استخدام المعلوماتية لاستخراج الوثائق و كل مجال الخدمات البلدية.

لتقدم بعدها الأستاذة صليحة خلوفي من جامعة تيزي وزو دراسة حول " الأدراة الإلكترونية العربية بين التوقيع اليدوي و التوقيع الرقمي " من أجل ضمان خدمة مميزة للمواطن هذا التوقيع الذي يتناسب مع البلدية الإلكترونية و الذي يتكون من بعض الحروف و الأرقام و الرموز الإلكترونية حيث يتوجب على الشخص الضغط على زر معين و ادخال عبارة سرية لضمان سرية و أمن المعلومات.

كما كان للأستاذ " صديق بسو " من جامعة سطيف مداخلة حول "أهمية المعالجة الآلية للغة العربية في نظام الإدارة الإلكترونية حيث لابد من المرور بمراحل لتحقيق هذه الإدارة بدء من وضع مواقع ثابتة للوزارات، بداية التواصل مع الهيئة، الهيئة هذه تقدم بعض الخدمات، وصولا إلى التعامل الكلي للمواطن مع الإدارة تعاملا إلكتلرونيا مائة بالمائة.

كما يجب تطور برامج المعالجة الآلية للغة العربية لفهم المعطيات النصية المتنقلة عبر الشبكة و إمكانية استغلالها و التواصل الآلي مع المستعمل।

العلاج الآلي للغة نموذج متطور:



في إطار تمثيل المعنى في المعالجة الآلية كانت مداخلة الأستاذ بخوش عبد العالي بعنوان " التمثيل الدلالي و الفهرسة للغة العربية " موضوعا جديدا لم يحضى بالبحث الكافي قدم خلاله نموذجا يعتمد على الأشعة المفهومية هذه الأشعة تهدف إلى تمثيل جملة من الأفكار المحتواة في مقطع نصي ( كلمة،جملة،نص...) وحساب المسافة بين الكلمات.

و في نفس الإطار قدمت الأستاذة " صورية زايدي " دراسة لاستخراج المتلازمات اللفظية من النصوص العربية باستعمال الأداء " تطبيق على النص القرآني بغية استعمالها في معالجة النصوص العربية و بالضبط الإستخراج الآلي للمتلازمات اللفظية الخاصة بمجال معين كي تستخدم في بناء انطولوجيا يمكن توظيفها في تطبيقات مختلفة أهمها تحسين البحث على الشبكة العنكبوتية.

في حين تطرق الأستاذ مراد لوكام الى " قواعد البيانات الإصطلاحية المتععدة اللغات –مقترحات و نماذج – الى تقديم تصور شامل في شكل مقترحات و نماذج لوضع قاعدة بيانية اصطلاحية متعددة اللغات هي الآن قيد التنفيذ في شكلها التجريبي على مستوى جامعة الشلف يمكن أن تستعمل هذه القاعدة كأداة داعمة لتصميم تطبيقات مختلفة مثل : التعليم، التجارة الإلكترونية، الخدمات الإدارية ....الخ.

الجلسة الختامية: نقاشات و توصيات

ليفتح بعدها النقاش بين الأساتذة و الحضور من طلبة و أساتذة و مهتمين بهذا المجال تلتها التوصيات التي خرج بها المجتمعون في هذا اليوم الدراسي و المتمثلة في :

· ضرورة إصدار قوانين تنظيمية محكمة لانجاح الإدارة الإلكترونية.

· العمل على إطلاق أسماء النطاقات العربية.

· جمع الباحثين و المتخصصين في البرمجيات التطبيقية باللغة العربية في شبكة وطنية بهدف توحيد الجهود.

· تحفيز المبرمجين باللغة العربية.

· توفير و تدعيم الدورات التدريبية.

· العمل على توحيد مقاييس العمل.

· التواصل مع الجامعات و مراكز البحث .

· بناء أنطولوجيات يمكن توظيفها في تطبيقات مختلفة.

· تشجيع استعمال المصادر المفتوحة في تطوير البرمجيات باللغة العربية

أصداء على هامش اليوم الدراسي:

ولد خليفة: لا توجد لغة متقدمة أو متخلفة لذاتها و إنما الذي يتقدم أو يتخلف هم أهلها.

حسينة عليان: حسب دراسة للمجلس الثقافي البريطاني لوضع اللغات في آفاق 2050 أن اللغات المهيمنة خمسة من بينها العربية لذلك لا خوف عليها اضافة الى انها محفوظة من عند الله.

عبد الرؤوف حموش: نسبة المحتوى الرقمي بالعربية على الانترنيت 1 % مقارنة بـ 68 % باللغة الانجليزية.

أمينة عمروش: إذا كنا لا نخاف على اللغة العربية فما الفائدة من تنظيم هذا اليوم الدراسي بل أصلا لماذا نحن هنا.

نتمنى ان تخرج هذه التوصيات بتطبيقات عملية و لا تبقى حبيسة هذه القاعة.

يوسف بعلوج: حان الوقت للتحول من متصفحين مستهلكين إلى منتجين و شركاء.




شجون






4 التعليقات:

علي الجزائري يقول...

بارك الله فيك أخت شجون على هذا التقرير البسيط النفصل
حقا موضوع حساس جدا ويجب أن يكون محور أبحاث وايام دراسية مطولة وليس ليوم فقط

نسيم رحالي يقول...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اولا بارك الله فيك اخي الغالي على هدا التقرير الرائع
جائتني فرصة لحضور هدا اليوم الدراسي لكن للاسف ضيعتها بسبب التزامي بالدراسة
ان شاء الله في فرصة قادمة

منير سعدي يقول...

شكرا يا أمينة على التغطية الشاملة لأهم ما دار في اليوم الدراسي وصدقتِ في أنه يجب أن تخرج إلى النور من مثل هذه المبادرات تطبيقات عملية ولا تبقى مجرد مشاريع على ورق كما يحدث عادةً ...
شكرا لك

غير معرف يقول...

شافية و وافية هاته التغطية يا شجون
فيض تحية و قبضة ورد.

ع بن محمود

إرسال تعليق