وصلت الثامنة صباحا إلى مكتب ايداع ملفات مسابقة توظيف و المكتب أصلا يفتح عند التاسعة، وجدت أفواجا قبلي و كأنهم افترشوا الأرض ليلا ليحلو صباحا، دردشت مع بعض الأخوات في قضايا راهنة إلا أن فتح باب المكتب و كأن بابا من أبواب السماء قد فتح و أنت تسمع التهليل بأنه أخيرا بعد طول انتظار قد فتح الباب المقفل.
انتظرت طويلا، تعبت و أنا واقفة ان خرجت عن الصف ذهب انتظارك سدا حتى و لو كنت منذ ساعات تنتظر.
لما رأيت تلك الجموع اعتقدت أن الوقت لا يتطلب أكثر من ساعتين على الأكثر لكن تقدير ساعتين في ادرات بلادنا تعني ساعات ، صبرت حتى الحادية عشر و من ثم بدأت تتعالى الأصوات .احترمت القانون و انتظرت دوري و لم أتعدى على دور أحد لكن هناك فئة تلجأ دائما إلى الطرق غير المشروعة لتقضي مصالحها. اعتبرت نفسي مواطنة صالحة مادمت قد احترمت القانون بعدها نفذ صبري فالتعب قد نال مني من طول مدة الوقوف و الانتظار، يغلق ذاك الباب تارة و يفتح تارة أخرى، العدد أو الصفوف لم تتغير و كأن أحدا لم يدخل بعد أحسست أني مطالبة بالدفاع عن حقي المشروع نعم أحترم القانون لكن أن يحترمه غيري كذلك فالواصل الآن يدفع ملفه و يغادر أما أنا و البقية فننتظر .
طال الانتظار و نفذ الصبر خمس ساعات كاملة لايداع ملف فمابالك بتلقي وظيفة تتحدث عن المسؤول عن الأمن فيخبرك أنه لا حل لديه، وصلت الثانية مساء نفذ صبري فبالكاد أقف من تعب ستة ساعات كاملة فبعد أن تكلمت ولم يسمع كلامي أدركت أن لا قانون في بلدي و أن المصالح لا تقضى عندها قررت أنا و احدى الأخوات الذهاب إلى مسؤول المركز طرقت الباب فلا من مجيب و أنا أطرق ذاك الباب اللعين جاءت احدى الموظفات ففتح الباب تصوروا معي رحب بنا بعدما لم يسمع كلامنا منذ الصباح .دخلت الموظفة و دخلت أنا في جدال مع فاتح الباب فقال لي : كيف دخلت لأنهم اعتقدوا اني جئت مع تلك الموظفة فأدخلوني بدأ صوتي يتعالى قلت أحضروا المسؤول لأحدثه هنا خرج مسؤول آخر يأنبه كيف يفتح لي الباب و هو يبرر في موقفه قلت أنا طارقة الباب و ليست الموظفة و منذ الصباح و أنا واقفة .أتدري ما معنى ستة ساعات واقفة ؟ عندها حاول أن يهدأني و أخبرني بقصة عجيبة هي أن المسؤولين عن التسجيلات يأتون بملفات كثيرة لمعارفهم ما يعني - المدة الطويلة التي يغلق فيها الباب – تعجبت و في الحقيقة هو الواقع الذي نعيشه في ادارتنا و مؤسساتنا دائما لحظتها أدركت أنه لا سبيل للوصول إلى ذاك الباب المقفل غير الطرق الملتوية – غير المشروعة –
خاطبني قائلا : هدئي من روعم سأحضر لك بطاقة املئيها كما أحضر لي كرسيا و قال اجلسي و املئي البيانات و عندما تنتهي نادني؟؟؟؟؟؟؟ أكملت ملأ البطاقة و انا احدث زميلتي باستغراب سبحان الله لو اننا لم نهتد إلى هذه الطريقة لبقينا حتى غلق المكتب دون تسجيل.
بعد مدة عاد إلينا دخلت المكتب – عفوا قاعة التسجيلات - الكل ينظر إلينا بنظرة غريبة لماذا في رأيكم ؟ هؤلاء للتو كانوا خارجا كيف وصلوا إلى هنا ؟
ملأت الإستمارة و سجلت في مسابقة التوظيف اللعينة التي وصل رقم تسجيلي فيها إلى 1951 هذا العدد قابل للزيادة للتنافس على 22 منصبا فقط.
غادرت المكتب و من حيث دخلت ، ذهبت إلى الصف حيث كنت قبلا و الكل يسألني كيف تمكنت من التسجيل أيتها الماكرة ؟ قلت شيء بسيط و حكيت لهم القصة ودعتهم على أمل أن يتمكنوا على الأقل من التسجيل قبل غلق باب المكتب.
يوميات جزائرية
شجون
31/10/2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق