الاثنين، 20 ديسمبر 2010

أشواك الورد



محمود درويش: أعرف ما أريد، سأصير يوما ما أريد ، سأصير يوما فكرة

ولدنا في لحظة ما، خرجنا إلى الحياة بصرخة عالية، و ها نحن اليوم نصرخ صرخات أعلى.

و نحن رضع تربينا في أحضان أم، و عطف أب لا نعرف سوى البكاء عندما ينقصنا شيء، و الضحك عندما يفرحنا شيء، و اليوم لا نعرف ما يضحكنا و لا ما يبكينا.

عشنا أطفالا في دفء أسرة تلبى لنا طلباتنا ، و كل شيء موجود أمامنا،و اليوم في ظل كل التضحيات لم نجد شيء.

كم هي صعبة الحياة ، غرسنا في بطون أمهاتنا ثم خرجنا إلى الحياة ورودا بعدما سقانا أهلونا ورعونا ، و بدأنا نكبر و تكبر معنا الكثير من الأشواك، حياة صعبة و أليمة.

مراهقة أصعب فنمر بأقسى المراحل و لا يفهمنا أهلنا " ما يسلك منها غير طويل العمر " قول لأجدادنا منا من ينجح في الدراسة و منا من يرسب، هذا الأخير الذي تصبح حياته بحثا عن عمل و أحيانا هروبا من الواقع و اللجوء إلى هجرة غير الشرعية يكون مآل الكثير منا فيها الهلاك.

أما من يدرس و ينجح يجد هموما هو الآخر " بطالة خمس نجوم " منا ذو شهادات عليا (ليسانس – ماجيستير – و حتى دكتوراه ) و الأصعب هو تلك الوجوه التي تقابلك أينما ذهبنا في رحلة البحث عن العمل وجوه تقل لك ارجع من حيث أتيت فما فائدة دراستك ان كنت لا تملك شهادة في المعريفة .هي الصح.

بحث عن حب و الإنجراء وراء العاطفة يصبح همنا ، وردة هي الحياة لكنها مليئة بالأشواك .

نلتقي مرة أخرى في طريق واحد – كلي قرا كلي ما قراش كيفكيف – مصيرنا واحد و بأيدي من ؟ بأيدي من يجلس على كراسي متحركة أو كما تسمى كراسي الحلاق يتداول عليها الكثير، و في كل مرة نفس المصير. وردة هي الحياة لكنها مليئة بالأشواك.

نملك العديد من المؤهلات سواء علمية أو فكرية، ثقافية أدبية ، و حتى ثورية لكن نجد دائما من يثبط تلك العزائم فنصبح راكدين لأن ما نواجهه في الحياة ليس سهلا على أحد مناّ عندها تصبح قلوبنا أقسى من الحجر و حياتنا أشبه بجحيم، و مع كل هذا تجد فينا من يقف في وجه هاته النيران و يقل لا و ألف لا لن أكون كما تريدون بل سأكون كما أريد.

شجون

0 التعليقات:

إرسال تعليق